23-تموز-2016

هاكان فيدان .. الاقرب الى قلب اردوغان

 

 تؤكد تقارير صحفية تركية أن من وصفته بـ(الثعلب) هاكان فيدان رئيس جهاز المخابرات التركي، هو الجندي المجهول الذي تمكّن بحكنته من إفشال الانقلاب العسكري الاخير ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقالت عنه انه يد الرئيس الضاربة من خلف الستار.

وصفه الرئيس التركي أردوغان بحافظ أسراره، ومعروف عالميا بأن اسرائيل لا توده لاعتداده بنفسه وثقته برجاله، وفي عهده شهد جهاز المخابرات التركية نقلة نوعية كبيرة، وحوله من جهاز مترهّل محاط بالخلافات الداخلية، إلى جهاز بات من أقوى وأنجح أجهزة المخابرات في العالم.

وهاكان من مواليد عام 1968 في العاصمة التركية أنقرة، تلقّى تعليمه في الأكاديمية الحربية التابعة للقوات البرية التركية وتخرّج منها عام 1986، ويعين رقيبا في القوات المسلحة التركية.

تولّى فيدان مهمة فنّي حواسيب في قسم معالجة البيانات التلقائية التابع للقوات البرية التركية، وأثناء تأديته لمهمة في خارج البلد، حاز على درجة البكالوريوس من جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية في العلوم السياسية والإدارة.

بعد عودته إلى تركيا حصل على درجة الماجستير من جامعة بيلكنت في العلاقات الدولية، وقام بتحضير بحث الماجستير بعنوان (مقارنة بين نظام الاستخبارات التركي والأمريكي والبريطاني) في عام 1999، أشار فيه إلى حاجة تركيا لشبكة استخبارات خارجية قوية جداً

كما حصل على درجة الدكتوراة عام 2006 من جامعة بيلكنت، عن بحث عنوانه (الدبلوماسية في عصر المعلومات: استخدام تكنولوجيا المعلومات في التحقق).

 

وقد امضى السنوات الثلاث التي سبقت حصوله على الدكتوراه رئاسة وكالة التنمية والتنسيق التركية واستمر في المهمة حتى 2007، ولم تبقَ في هذه الفترة دولة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز والبلقان إلا وقام بزيارتها، وفي الوقت نفسه كان مستشارا لوزير الخارجية السابق أحمد داود أوغلو.

وفي عام 2007 عُيّن نائبا لمستشار رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية، وفي تشرين الثاني من العام نفسه أصبح عضوا في المجلس الإداري للوكالة الدولية للطاقة الذرّية.

في 17 نيسان 2009 تم تعيين فيدان نائبا لرئيس الاستخبارات إيمره تانير، وعقب تقاعد الاخير، قامت حكومة حزب العدالة والتنمية بتعيين هاكان فيدان رئيسا للاستخبارات في 27 أيار  2010 وكان يبلغ من العمر 42 عاما، وبذلك أصبح أصغر شخص يتولى منصب رئاسة الاستخبارات التركية.

ادخل فيدان تعديلات كبيرة في تكوين جهاز المخابرات، وأقنع أردوغان بتجميع جميع أجهزة المخابرات في الخارجية والأمن والجيش تحت جهاز المخابرات العامة، وهو الأمر الذي أزعج الأوساط في الأمن والجيش.

كان فيدان عنصرا أساسيا في معركته ضد (الكيان الموازي)  وتزعّم جهود أردوغان للتوصّل إلى اتفاق مع حزب العمال الكردستاني، في محاولة لإنهاء عقود من الحرب التي دارت في جنوب شرقي البلاد ذات الأغلبية الكردية.

يقول عنه جيمس جيفري، الذي عمل كسفير للولايات المتحدة في تركيا والعراق، انه وجه الشرق الأوسط الجديد وعلينا أن نعمل معه لأنه يستطيع إنهاء المهام، لكن يجب الاحتراس منه، بينما

 يصفه إيمري أوسلو، الخبير في شؤون الاستخبارات بأنه أقوى كثيرا من أي وزير تركي.

في شباط 2015 حدث شيء غير متوقع، حيث تفاجأ الجميع باستقالة فيدان من رئاسة جهاز المخابرات التركية، رغبة منه في المشاركة في الحياة السياسية وترشيح نفسه للانتخابات على قوائم حزب العدالة والتمنية، وكان من أكثر المنزعجين من هذا القرار هو الرئيس أردوغان، حيث أبدى أسفه من قرار الإستقالة قائلا: إذا كان جهاز استخبارات الدولة ضعيفا فإنه من غير الممكن أن تقف  الدولة بشكل ثابت على قدميها.

لكن سرعان ما وعى فيدان أهمية الدور المنوط به، وفي أقل من شهر من تاريخ الاستقالة عاد الى موقعه في رئاسة جهاز المخابرات مجددا، ونقل عنه انه عاد الى الجهاز لانه لم ينته بعد من حربه ضد الكيان الموازي، ولم تتم عملية سلام كاملة مع حزب العمال الكردستاني، في حين ظهرت آراء تقول بأن عودة فيدان لرئاسة جهاز المخابرات سببها أنه لم يتم الاتفاق على من سيخلفه في المنصب.

فيدان الذي لا يحبه جنرالات الجيش ولا يوده ضباط الامن الداخلي بسبب شخصيته الصارمة وثقته بجهازه، هو النجم الصاعد في سماء تركيا حاليا، وهذا يعني انه مرشح لمواقع اعلى في المستقبل ولا يستبعد ان يخلف اردوغان في حال اعتزاله او حدوث طاريء له.





التعليقات

إضافة تعليق

الاسم  
التعليق