04-شباط-2017
قبيلة الجبور في صلاح الدين تنقسم بين محافظها احمد ونائبها مشعان
تكريت ـ العباسية نيوز
انقسمت عشيرة الجبور وهي اكبر العشائر عددا وانتشارا، في محافظة صلاح الدين الى فريقين متنازعين، في اول شرخ حقيقي تشهده العشيرة التي يهمين ابناؤها على أغلب الوظائف الادارية والامنية في المحافظة منذ الاحتلال الامريكي للعراق الى اليوم الراهن.
ويقود الفريق الاول محافظ صلاح الدين، احمد الجبوري الملقب بـ(ابي مازن) فيما يرعى الفريق الثاني، النائب مشعان ركاض الجبوري الذي يمثله في تكريت ابنه المدعو (يزن) وهو شاب في الثلاثينات من عمره ويتولى رئاسة فوج عشائرتابع للحشد الشيعي.
وقد بلغت الخلافات وهي ذات طابع سياسي بين الفريقين ذروتها خلال الايام القليلة الماضية عندما اتهم المحافظ الجبوري ابن مشعان، باستغلال موقعه المليشياوي، وقربه من بعض قادة الحشد، في ابتزاز مواطني المحافظة وفرض اتاوات عليهم وخصوصا النازحين الراغبين في العودة الى مناطقهم.
وكان يزن مشعان الجبوري قد ظهر في لقاء تلفزيوني واعلن بانه لن يسمح للنازحين من عشيرة البو ناصر(عشيرة الرئيس الراحل صدام حسين) بالعودة الى مناطقهم، لاسباب وصفها بانها تتعلق بالامن، في حين تشير المعلومات في تكريت، انه حدد اسعارا تتراوح بين خمسة ملايين دينار الى عشرة ملايين للعائلة الواحدة حسب حجم افرادها، في حين وضع (فيتو) على عودة ابناء عشائر البو عجيل والبو ناصر والقيسية والدوريين والسوامرة، الا بعد دفع مبالغ تصل الى 100 مليون دينار وأكثر، مما عرقل عودة الالاف من النازحين الذين هربوا أصلا من ديارهم عند احتلال داعش لمناطقهم في صيف 2014.
ويقول مراسل (وكالة العباسية نيوز) في تكريت، ان الشييء الجديد في صراع الفريقين الجبوريين، انهما يخوضان معركتهما هذه الايام، تحت عنوان (داعش)، حيث يتهم المحافظ احمد الجبوري، ابن مشعان الجبوري، بتبرئة اعداد من المتعاونين مع تنظيم داعش مقابل حصوله على مبالغ مالية منهم، في حين يلقي القبض على مواطنين ابرياء بغرض ابتزازهم، وقال في تصريحات صحفية ان يزن مشعان يبيع ايضا مواد غذائية وتموينية الى الدواعش في الشرقاط والحويجة.
وكان يزن مشعان الجبوري الذي يتنقل بين بيروت ودمشق ويدير مرافق سياحية تعود لوالده في العاصمتين، قد احتل عند عودته الى العراق بعد تحرير محافظة صلاح الدين من قبضة داعش، عددا من القصور الرئاسية في قرية العوجة وبيوتا لابناء البو ناصر ومسؤولين سابقين في تكريت، وحولها الى مقرات للمليشيا التي يقودها وتضم حوالي 300 مسلح اغلبهم من عشيرة الجبور.
ويقول المحافظ الجبوري، ان ما يقوم به يزن مشعان من اجراءات وتصرفات في المحافظة، تشكل انتهاكا لحقوق الانسان وتخالف القانون، وانه حاول أكثر من مرة نصحه ولكنه فشل في مساعيه معه، لانه مستقوي بالمليشيا المسلحة التي يقودها.
ويضيف ابو مازن انه اطلع رئيس الوزراء حيدر العبادي وقادة هيئة الحشد الشعبي على تجاوزات ابن مشعان الجبوري وهي موثقة بالوقائع والحالات، ولكن لم تتخذ بحقه أي اجراءات رادعة.
من جانبه يتهم مشعان الجبوري المحافظ وضابطا برتبة (فريق) والمقصود به الفريق جمعة عناد قائدالعمليات في المحافظة، بانهما يتساهلان مع اقاربهما الجبوريين المتعاونين مع داعش، ويرفضان اعتقالهم، ولم يكتف بذلك بل انه صرح بان الاثنين يقودان عصابة لمساعدة مسلحي داعش في مناطق بالمحافظة ما زالوا يتواجدون فيها.
وينفي ابو مازن ادعاءات مشعان ضده ويقول انه يسعى الى تغطية جرائم وانتهاكات ابنه (يزن) المتهم أصلا بمساعدة الدواعش وعليه ملفات ضخمة تدينه بهذا الصدد.
والمثير في قضية الخلافات بين الجبوريين (المحافظ والنائب) ان الاول هو من منح الثاني مقعده النيابي، عندما تولى احمد الجبوري وزارة شؤون المحافظات في حكومة حيدر العبادي الحالية قبل اعفائه منها ضمن سياقات الترشيق الحكومي، في الوقت الذي كان مشعان الجبوري قد خسر انتخابات 2014 الاخيرة ولم يحصل على أصوات تؤهله ليكون عضوا في مجلس النواب.
ويقول الشيخ حسن الجبوري وهو أحد وجهاء عشيرة الجبور في محافظة صلاح الدين، ان مشعان (عايل) على المحافظ، ويتحمل مسؤولية التناحر بين افراد العشيرة، ويضيف في لقاء مع مراسل (العباسية نيوز)، ان ابنه (يزن) شاب قضى عمره في سوريا ولبنان، ولا يعرف التقاليد والاعراف العشائرية وتشكيله مليشيا مسلحة من العاطلين عن العمل وتسليطهم على ابناء المحافظة، أساء الى عشيرتنا التي كانت على الدوام ترتبط بعلاقات طيبة مع العشائر الاخرى.
ويعترف الشيخ حسن، بان عشائر محافظة صلاح الدين، باتت في خصومة مع عشيرة الجبور، بسبب مواقف مشعان المتقلبة وتصرفات ابنه يزن، وقال انه والعديد من الشيوخ والوجهاء الجبوريين، يعملون على تصحيح النظرة نحو عشيرتهم، ويقومون بزيارات الى اخوانهم من العشائر الاخرى، مؤكدا انه لا يدافع عن المحافظ ابي مازن، وسبق وحذره سابقا من تنازله عن مقعده النيابي الى مشعان، ولكنه لم يستمع لتحذيراته، وعليه ان يتحمل شتائم واتهامات النائب الذي تنازل له.
واستنادا الى شهود عيان وتقارير أمنية، فان محافظة صلاح الدين باتت تعيش اوضاعا متوترة حاليا، بعد انقسام عشيرة الجبور وخصوصا في تكريت، لان الفريقين الجبوريين المتنازعين يملكان السلاح والمقاتلين، فالمحافظ تخضع له الاجهزة الامنية وهو المسؤول عنها، ومشعان وابنه يزن، يقودان مليشيا مسلحة مدعومة من الحشد الشعبي، بحيث باتت المواجهة بين الفريقين المتحفزين للقتال مسألة وقت، ويقول الموظف المتقاعد عبدالله الزبيدي اذا لم تتدارك حكومة العبادي مشكلة المحافظ والنائب الجبوريين، وتجد حلا سريعا لها، فان المحافظة التي تحاول التقاط انفاسها بصعوبة، مقبلة لا محالة على حرب ضحيتها ليس عشيرة الجبور فقط، وانما المواطنين الاخرين الذين لا دخل لهم في هذه الصراعات.