06-حزيران-2017
النواب الســنة يفرخون أحزابا كارتونية!
من يتمعن في المشهد السياسي السني بالعراق، يلحظ ان ثمة مفارقات تثير العجب، تبدو وكأنها مسرحيات كوميدية ولكن لا تضحك ولا تأتي بالمسرة الى نفوس السنة العرب الذين لم يجدوا من النواب المحسوبين عليهم غير المواقف الفاقعة اللون والادعاءات الزائفة.
ففي الوقت الذي مازال اربعة ملايين سني يكابدون الآم التهجير القسري عن مناطقهم، ويعيشون في مخيمات النزوح في ظروف غير انسانية، يتسابق النواب السنة الذين لم يقدموا شيئا ملموسا حتى للذين انتخبوهم، في تسجيل أحزاب أقل ما يقال عنها، انها (كارتونية) الغرض منها، الوجاهة التي يفتقرون اليها، والبقاء في اطار صورة مهلهلة لا يدركون انها (كاريكتيرية) هزلية، دون ان يستحوا من انفسهم التي يبدو انها لم تعد تعرف العيب، او يخجلوا من مواقفهم التي خذلت ناخبيهم المساكين، الذين توقعوا منهم صوت انصاف او اغاثة خير، تداوي جروحهم وتمسح بعض همومهم.
وواضح ان ركض النواب السنة الى انشاء احزاب يتولون رئاستها او أمانتها العامة، مقدمة لدعاية انتخابية يتوهمون انها مطلوبة وقد قرب موعد انتخابات مجالس المحافظات وتليها النيابية، ولكنهم لم يسألوا أنفسهم، عن أي انتخابات يبحثون ؟ وهم يعرفون ان مناطقهم، إما واقعة تحت احتلال داعش لاجزاء ليست قليلة في محافظات نينوى والانبار وكركوك، او خاضعة لقمع المليشيات الشيعية كما في ديالى وصلاح الدين وشمال بابل ومناطق اخرى في البصرة وشمال الكوت، وكان الاجدر بهم لو كانت قلوبهم على قلوب أهلهم وناسهم واقاربهم، ان يطالبوا بتأجيل الانتخابات لحين خلاص مناطقهم من سطوة داعش وبطش المليشيات، ويعود النازحون الى ديارهم وبيوتهم، وهذا اضعف الايمان.
سليم الجبوري هذا المتلون الانتهازي ربيب ايران، يشكل حزبا، واهله واقاربه وعشيرته يواجهون عذاب التهجير في السليمانية وكلار وكركوك، ولا نسمع منه كلمة تدعو الى عودتهم الى المقدادية والمنصورية وقرتبة والسعدية، بالعكس سمعناه يمجد مليشيا بدر المجرمة ويصف رئيسها القاتل السافل هادي العامري بالمجاهد والبطل.
جمال الكربولي الحوت الذي لا يشبع، يحول كتلته الانتخابية الى حزب ويضع شقيقه على رأسه، وهو لم يتذكر واحدا من نازحي القائم والكرابلة والانبار المنتشرين بالالاف في اقليم كردستان يعانون الحرمان وشظف العيش، بينما يعيش واخوته النائب محمد، ووزير الصناعة السابق محمد، في رفاهية الاباطرة، يملكون اموالا وارصدة واستثمارات لا سقوف لها ولا حدود.
والامر نفسه ينطبق على محمد تميم وصلاح مزاحم ومحمد الحلبوسي وشعلان الكريم، قادة حزب القوى الوطنية، دون ان يوضحوا معنى مفردة (الوطنية) هل هي السكوت على مجزرة (الحويجة) ام انها (شعلانية) في احضان قاسم سليماني وابو مهدي المهندس؟
أما حزب احمد المساري والغريب انه اسماه (الحق) ولم يكشف لنا الى أي حق يدعو؟ فانه حزب قد يلبي نرجسية صاحبه ويستجيب الى خياله الجامح للزعامة، دون ان يدرك ان للزعامة مواصفات ومقومات لا تتوفر في شخصيته المضطربة، في حين يمثل حزب عبدالقهار السامرائي (مسارا) يجمع بين (الاخوانية) التي يقودها بنفسه وهي التي خذلت السنة العرب وتآمرت على حقوقهم، وبين (الربحية) في العقود والصفقات التي يديرها مساعده مثنى السامرائي، في حين ينزوي حزب طلال الزوبعي وحمزة الكرطاني ويحمل يا للمفارقة اسم (المجد) في احدى سواقي (ابو غريب) التي يحتلها الوافدون والغرباء عليها، بعد ان قهروا اصحابها الشرعيين، لانهم أهل غيرة ومآثر وامجاد، وليس مجدا واحدا، كما في (مجد) الزوبعي والكرطاني.
ويبقى حزب (متحدون) مثل هذه الاحزاب السنية المريضة بـ(السخونة) العالية والمصابة بالصداع الكلي وليس النصفي، الا اذا تولى زعامته أثيل النجيفي وهو يستحقها بجدارة، فهو لم يلق السلاح ولم ينشغل في كتابة العرائض ورفع الدعاوى ليعود الى منصبه الذي لا يغني ولا يسمن كما فعل اسامة، ويسجل لاثيل انه اول شخصية سنية يشكل قوات تخوض اليوم معارك باسلة ضد داعش، وستتحول مستقبلا الى نواة جيش لا يهم ان حمل اسم حرس او فوج او لواء الآن، انما المهم ان دورا ينتظره في حماية ام الربيعين، عاصمة العراق الثانية بعد بغداد، ويذود عنها ضد الطامعين في ضمها او الحالمين بالسيطرة عليها.