07-تموز-2017
وقفة إبن الخربيط .. وفضيحة ابن حربية !
بقلم: هارون محمد
في الاخبار الواردة من بغداد، ان رئيس البرلمان سليم الجبوري، عرض على النواب، استقالة النائب طالب الخربيط من عضوية المجلس احتجاجا، على مقتل مواطن مدني بريء على ايدي افراد قوات الامن الحكومية في سيطرة (الصقور) وانه اي الجبوري، اعتبر الاستقالة مقبولة، هكذا دون بحث اسبابها وقصر الوقت الذي بت فيها، والسرعة في قبولها !
وذكر ايضا ان الخريبط قدم استقالته من عضوية مجلس النواب، عبر طلب بخط يده، قال فيه: إنه تقدم بالاستقالة حتى لا يكون شاهد زور على خيانة بلده، متسائلا، لماذا لا يحترم المواطن العراقي ويقتل بدم بارد وباستهتار من الحكومة؟ مقدما اعتذاره للعراقيين جميعا والى اهل الانبار خاصة بما فيهم البو عيسى على خلفية قتل ابنهم الشهيد ضياء هادي العيساوي.
وكان مسؤولون محليون في محافظة الانبار قد اكدوا يوم الثلاثاء الماضي، إن مدنيا يدعى ضياء هادي العيساوي قتل في سيطرة الصقور جنوب شرق الفلوجة على ايدي قوات الأمن، وقد انتشرت لقطات على شبكة الانترنيت تفضح عملية قتل المواطن الاعزل، والدماء تغطي جسمه.
والمثير في الامر ان قائد عمليات شرق الانبار اللواء الركن سعد حربية، نفى مقتل العيساوي في سيطرة الصقور، مشيرا إلى ان الحادث (عرضي) دون ان يوضح ملابسات هذا الحادث العرضي، وهل ان ضياء هادي العيساوي زلت قدمه في الشارع ومات بالقرب من السيطرة، او ان طلقة عابرة اصابته في مقتل، او انه انتحر بمسدس نساه جندي او شرطي او ضابط على طاولة التفتيش ؟
وسيطرة الصقور، التي نصبتها حكومة حيدر العبادي بين العاصمة بغداد ومحافظة الانبار، هي في الحقيقة أشبه ما تكون بمحكمة (عرفية) على الطريق، تنظر الى العابرين والمشاة والمارة على انهم متهمون مع سبق الاصرار، أما سياراتهم فهي في عرف افراد السيطرة ، مفخخات قابلة للانفجار في اي وقت، انها محاولة لـ(شيطنة) أهل الانبار، التي بدأها سيء السلوك وفاقد الضمير، نوري المالكي، وهي أيضا واحدة من أدوات اضطهاد الانباريين والفلوجيين، ووسيلة لابتزازهم وسرقتهم نهارا جهارا، فكل من يعبر نقطة السيطرة عليه ان يدفع ضريبة أهانته واذلاله، لا فرق عند اولاد ابن حربية، ان كان العابر مريضا او شيخا او امرأة، فجميعهم سواسية في الخضوع للقهر والقمع والشتم والاتهام، لانهم ســــنة وعرب، في وقت أصبح فيه السني العربي في العراق، متهما بهويته واسمه ومنطقته وعشيرته.
وقفة النائب طالب الخربيط، رجولية في دوافعها، وعروبية في مسارها، ولا عجب في ذلك، فطالب سليل اسرة ما عرفت الرياء، وابن بيت كان على الدوام مضيفا للكرم وديوانا للمروءة، وهو لم يتحمل هول جريمة قتل انسان بريء، فقدم استقالته من مجلس يجوز تسميته بالبرلمان في حالة واحدة، هي عندما يكون اعضاؤه ممثلين حقيقيين للشعب، لا مقهى للنميمة والتهريج، ولا مسرحا لعقد الصفقات وتوزيع المنافع والمكتسبات.
والسؤال اين اصوات نواب الانبار، وقد وقعت جريمة قتل لواحد من ابناء محافظتهم، كل ذنبه انه اضطر الى المرور عبر هذه السيطرة الكافرة بالقيم والاعراف، دون ان يرف (شارب) واحد منهم ويتضامن مع ابن الخربيط!؟.
ويا آل خربيط جاءكم فخر جديد باستقالة طالب، ويا البو عيسى عليكم بالصبر والجلد، ولا تنسوا دم ابنكم ضياء، واعلموا ان الدم البريء لن يضيع، فاذا كان القانون غائبا في هذا الزمن الرديء، فان عدالة السماء خالدة، لن تترك قاتلا يسرح ويمرح، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.
أما انت يا ابن حربية، قل ما تشاء، وصرح كما تريد، فالجريمة لم تقع وسط الظلام وليس على بعد عشرات الامتار من مقر سيطرتك التي يبدو ان منتسبيها مختارون وفق مواصفات خاصة، كنا نعتقد سابقا انهم مدربون على نشل المارة وشتمهم وسلب ما بحوزتهم وفرض الاتاوات عليهم، فاذا بهم مؤهلون لقتل الابرياء بدم بارد، ومبروك للقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، همة جنوده الاشاوس، وتحية الى وزير الدفاع عرفان الحيالي او الحديثي الذي يقال صدقا أم ادعاء، انه من الانبار، ولكم الله يا أهل الفلوجة والعامرية والكرمة والصقلاوية والحبانية والخالدية والرمادي، انها محنة ، تحملوا مرارتها، واكتموا حسراتها، وشدوا على جراحها، واستذكروا شهدائها وهم كثرة كاثرة لن يكون ضياء العيساوي آخر قوافلها، واحمدوا لإبن الخربيط وقفته.